Thursday, March 31, 2005

نجيل يهوذا يظهر مجددا بعد قرون من بقائه سرا

نجيل يهوذا يظهر مجددا بعد قرون من بقائه سرا


مؤسسة سويسرية تشرع في ترجمة انجيل يهوذا الذي اتهم تاريخيا بتسليم المسيح إلى الرومان لصلبه.

ميدل ايست اونلاين
جنيف - من باتريك بارت

بعد نحو الفي عام من زرعه الشقاق بين المسيحيين الاوائل، يعاود انجيل يهوذا، نسبة الى التلميذ الذي خان يسوع المسيح، الظهور في سويسرا حيث يخضع للترجمة حاليا.

وقد كتب مخطوط الانجيل باللهجة القبطية المحكية، اللغة القديمة للمسيحيين في مصر، على 62 صفحة من اوراق البردي الصغيرة. ومن المتوقع الانتهاء من ترجمته الى الالمانية والانكليزية والفرنسية في غضون سنة، حسبما اعلنت مؤسسة ماسيناس المختصة بشؤون التراث والفنون القديمة الثلاثاء.

وقال ماريو جان روبرتي، مدير المؤسسة ومقرها في مدينة بال "لقد تلقينا للتو نتائج الفحص بواسطة "الكربون 14" الامر الذي يؤكد ان النص اقدم مما كنا نعتقد ويعود الى حقبة تمتد بين مطلع القرن الثالث وبداية القرن الرابع ميلادي".

وقد اكد اول اسقف لمدينة ليون، سان ايرينيه، وجود انجيل يهوذا الذي كتبت نسخته الاصلية باليونانية على ما يبدو، وذلك لدى اقدامه على التنديد به نحو منتصف القرن الثاني في كتابه ضد الهرطقات الدينية.

واضاف روبرتي الذي رفض الكشف عن فحوى انجيل يهوذا قبل نشره "انه المصدر الوحيد الواضح الذي يسمح بمعرفة وجود انجيل كهذا". وقال "لا نريد كشف الجانب الاستثنائي لما يوجد بين ايدينا".

ووفقا للتقليد المتوارث، فقد سلم يهوذا المسيح الى الرومان الذين صلبوه لكنه شنق نفسه في ما بعد ندما على فعلته. الا ان روبرتي يعلق على ذلك قائلا بسخرية "لكنه لم يشنق نفسه في انجيله في كل الاحوال".

الا ان الغموض يبقى محيطا بشخصية الكاتب او الكتاب الحقيقيين للنص.

واوضح روبرتي ان "احدا لا يمكنه تأكيد ان يهوذا كتبه بنفسه" مشيرا الى ان الاناجيل الاخرى لم تكتب باقلام "كتابها" المفترضين على الارجح.

وقد حدد اول مجمع مقدس للكنيسة عقد في نيقيا (تركيا) عام 325 بدعوة من الامبراطور قسطنطين، وهو اول امبراطور يعتنق المسيحية، اربعة اناجيل تنقل تعاليم المسيح هي للقديس مرقس والرسل يوحنا ولوقا ومتى.

وتابع روبرتي المحامي الشغوف بتاريخ الفنون ان نحو 30 نصا اخرى، بعضها معروف، تم استبعادها "لانه كان من الصعب مواءمتها مع ما كان يريده قسطنطين كعقيدة سياسية".

واضاف انه خلافا لذلك، فان نص يهوذا "يشكك ببعض المبادئ السياسية للعقيدة المسيحية".

كما يسمح النص برد الاعتبار نوعا ما ليهوذا الذي جسد اسمه لقرون غابرة اتهام الكنيسة للشعب اليهودي بوصفه "قاتل" المسيح.

وقال روبرتي "ارى في ذلك عاملا ايجابيا جدا لان شخصية يهوذا هي احدى مبررات المسيحية في رؤيتها المعادية للسامية".

واصول المخطوط لا تزال غامضة فبعد اكتشافه في مصر ابان الخمسينات او الستينات من القرن الماضي، وصل الى سويسرا لفترة قصيرة قبل ان ينتقل الى الولايات المتحدة حيث وضع في خزنة طوال 20 عاما. لكن مضمونه لم يحدد الا في اواخر التسعينات قبل ان تشتريه مؤسسة ماسيناس في 2001.

وبعد تأهيل المخطوط وترميمه، عهد بمهمة ترجمته وتحليل مضامينه الى فريق من المختصين بتاريخ الاقباط بقيادة الاستاذ المتقاعد في جامعة جينف رودولف كاسير.

وتسعى المؤسسة التي تبذل جهودا لحماية المكتشفات الاثرية في بلدان فقيرة الى تنظيم معارض وعرض فيلم وثائقي يتعلق بعملية نشر المخطوط.

وسيتزامن اطلاق النص خلال اعياد الفصح سنة 2006 مع اعمال تعرض على الجمهور تروي مغامرة اكتشاف المخطوط.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home